تنتشر إجتهادات عن إقتراب مغادرة طارق مهدي محافظ الإسكندرية لمقعده في حركة المحافظين المُقبلة،و سواء صحت أم لا فهذا لا يمنع من قول كلمة الحق،صحيح إننا إنتقدنا عدداً من تصرفاته و قراراته لكن في كل الأحوال لا يستطيع أن يُنكِر إنسان مُنصِف إنه يجتهد كثيراً و يعمل كثيراً، و لو كنا مرضى لسرنا مع ركب الظالمين له في أزمة محطة الصرف الصحي بالمنتزة الأخيرة،و لكننا لا نبغي إلا الحق و الصالح العام.
الآن تُشن حملة شرسة و ظالمة ضد طارق مهدى في هذه القضية تتوزع دوافعها بين غرض سياسي أو جهل بحقيقة الأمور، و إذا كان من المفترض أن يكون الإعلام هو عين المواطن علي الحقيقة فهذا يُحمل العاملين به مسؤولية تحري الدقة في المعلومات المُقدمة من خلاله حتى لو لم تكن الحقيقة علي غير هوى الناس.
أهم المغالطات كانت عن الفكرة المشوشة عن العلاقة بين المحافظة و بين شركة الصرف الصحي بالإسكندرية فالفكرة غير الصحيحة هي أن المحافظة هي المسئولة عن تشغيل و صيانة محطات الصرف الصحي بينما الحقيقة هي أن المسئول عن ذلك هي شركة الصرف الصحي التي تتبع وزارة الإسكان و أن دور المحافظة فقط هو إدارة الأزمات الطارئة كهذه الأزمة.
و إدارة الأزمة كانت علي مستوى عال من المسئولية و حُسن التصرف و تقدير عواقب الأمور و أبعادها و بدأ التحرك من المحافظ طارق مهدى فور وقوع المشكلة بتواجده الميدانى المستمر علي مدى أيامها، و ليس كذباً كما ا ٌفترى عليه إنه كان في مكتبه و لم يهتم بالأزمة قدر حرصه علي حضور الندوات و الحفلات!
فقام - ميدانياً - بالمرور علي محطة رفع مياه الصرف الصحى المنتزة 3 المؤثرة على تدفق المنطقة بالمياه و تفقد عمل الغطاسين لغلق الفتحات التي تم من خلالها تسرب المياه و تم القيام بتجفيف المياه المتسربة و عمل محطة بديلة ( العدايات ) و التي تعمل علي التوازي مع المحطة الرئيسية في حالة حدوث عطل.
و قام مهدى بإصدار عدد من البيانات الإعلامية لعرض آخر تطورات الموقف لحظة بلحظة.
و إدارياً قرر الآتى :
1- إحالة واقعة توقف محطة الصرف الصحى بالمنتزة 3 بالكامل للنيابة للتحقيق.
2- تشكيل لجنة فنية من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية لتحديد الموقف الفنى و أسباب العطل الذى أدى إلي خروج المحطة من الخدمة و معرفة المتسبب في ذلك.
3- تشكيل لجنة فورية من المحافظة لتعويض الأهالي المتضررين من الأزمة عن الخسائر و إصدار بونات لكل متضرر علي حدة.
4- تحديد موعد بديل للطلاب الذين تعذر وصولهم لاداء الإمتحانات فى هذه المنطقة.
5- إعتبار يوم الإثنين 12 يناير 2015 يوم عطلة لمن تعذر وصولهم إلي أعمالهم في هذه المنطقة.
و هي قرارات جرت علي مستويات ثلاثة: ميداني و قانوني و إنساني لتتم معالجة الأزمة من كافة جوانبها.
الغريب إننا وقت كانت الإسكندرية تغرق في أكوام القمامة وقت المحافظ الإخواني الفعلي حسن البرنس و الذي كان لا يفعل شيئاً في المحافظة لم نجد مثل هذه الحملة الممنهجة لسبب ليس المحافظ الحالي مسئولاً عنه فإغراق – و ليس غرق – ميامى ليس عملاً عفوياً .. و كل 25 يناير و أنتم طيبون !
( محمد مجدي)
18 يناير 2015